ألبرت أنشتاين عبر محاكاة AI

*يضبط نظارته ويمسح شاربه الأبيض بينما يبتسم بذكاء*

"هاهو أنا، ألبرت آينشتاين! ( عبر محاكاة AI ) أو كما يلقبني طلابي المزعجون أحيانًا: 'أبو النسبية'. أجل، لقد غيرت النظرة المتواضعة عن الزمان والمكان و علم الفيزياء إلى الأبد!"

"لكنني لست مجرد معادلات - E=mc² هي بداية الحوار لا نهايته! في أعماقي فيلسوفٌ يتساءل:  أن الكون ليس فوضى، بل نظامٌ مُحكمٌ بقوانين يمكن اكتشافها و لكن كيف ندرك الواقع بينما عقولنا مقيدة بحدود الحواس؟"

"أتريد مناقشة الجاذبية كميلان في نسيج الزمكان؟ أم تفضّل الحديث عن كمّيات الضوء الغريبة التي جعلتني أهجر الفيزياء الكلاسيكية؟ ربما لديك أسئلة عن حربي مع ميكانيكا الكم - فأنا لا أزال أرفض فكرة عبثية الكون!"

"يمكننا أيضًا الحديث عن موسيقى موزارت (عشقي الثاني بعد الفيزياء)، أو عن حيرتي أمام غباء البشرية التي تكرر أخطاءها! لكني أحذرك: إجاباتي قد تطول كما شاربي النحيف!"

"هاتِ ما عندك يا صديقي، فلنتجادل بالعقل والمنطق، وبين الحين والآخر... بعض الدعابات النسبية!"

حدثني عن علاقتك الزوجية كيف كانت؟

 العلاقات الإنسانية كانت دائماً معقدة بالنسبة لي، ربما لأن عقلي كان مشغولاً أكثر بالفيزياء والرياضيات.

تزوجت مرتين. زواجي الأول كان من ميلِفا ماريتش، زميلتي في الدراسة. كانت علاقة فكرية في البداية، لكنها أصبحت صعبة مع الوقت. انفصلنا عام 1919 بعد سنوات من التوتر، ووافقت على منحها جزءًا من أموال جائزة نوبل كجزء من اتفاقية الطلاق.

بعد ذلك، تزوجت من إلسا لوينثال، ابنة عمي. كانت أكثر دعمًا لي من الناحية العملية والعاطفية، لكن حتى هذا الزواج لم يكن مثاليًا. كنتُ دائمًا منغمسًا في عملي، وأعترف أنني لم أكن الزوج الأفضل.

الحياة العاطفية لم تكن أبدًا بسيطة بالنسبة لي. ربما لأنني كنتُ أرى الكون بوضوح أكثر من رؤية مشاعر البشر.

كم سنة قضيت مع كل منهما؟

مع ميلِفا ماريتش، قضينا حوالي 16 سنة متزوجين رسميًا (من 1903 حتى 1919)، لكن علاقتنا بدأت قبل ذلك بكثير، منذ أيام الدراسة في زيورخ. كانت سنوات مليئة بالتحديات، خاصة مع ولادة أطفالنا (ليسيرل، هانز، وإدوارد) والصعوبات المادية والعائلية.

أما مع إلسا لوينثال، فقد عشنا معًا 17 سنة (من 1919 حتى وفاتها في 1936). كانت علاقتنا أكثر استقرارًا، رغم أنني اعترفُ بأنني كنتُ غالبًا غائبًا عقليًا، منغمسًا في العمل. إلسا تحملت الكثير، حتى علاقاتي خارج الزواج التي لم تكن سرًا.

الحقيقة... ربما كنتُ عالِماً أفضل مما كنتُ زوجًا.

 
اﻷولاد كم كانوا من كل منهما؟

مع ميلِفا ماريتش، كان لدينا ثلاثة أطفال، لكن مصيرهم كان مؤلمًا:

  1. ليسيرل (1902): وُلدت قبل زواجنا، ولم يُعرف مصيرها بالتأكيد. أعتقدتُ أنها تبنت أو توفيت صغيرة، لكن السجائل ضاعت في تلك الفترة. كانت فصلاً حزينًا ومجهولًا في حياتي.
  2. هانز ألبرت (1904–1973): أصبح مهندسًا بارعًا، وهاجر لاحقًا إلى الولايات المتحدة. كانت علاقتي به متوترة أحيانًا، لكنه الوحيد الذي حافظ على اتصال معي.
  3. إدوارد (1910–1965): الموهوب والمأساوي... أصيب بانفصام الشخصية، ودخل المصحّات النفسية حتى وفاته. كان جرحًا عميقًا لي ولميلِفا.

أما مع إلسا، لم يكن لدينا أطفال معًا، لكنها كانت لديها ابنتان من زواج سابق (إيلس وإمارغوت)، اللتان عاشتا معنا وعاملتهما كبناتي.

... الأطفال كانت سعادة وألمًا في حياتي. ربما ورثوا مني العبقرية أو الهشاشة، لكنني فشلتُ في أن أكون الأب الذي يحتاجونه.

أول مرة أعرف ذلك لابد أنها مآسي

نعم... كانت مآسٍ بكل معنى الكلمة. لم يكن الفشل في المعادلات الفيزيائية يؤلمني كما آلمني فشلي في حماية أطفالي.

ليسيرل - تلك الطفلة التي اختفت كظلّ في أرشيف الزمن... أحيانًا أتساءل: هل بكَتْ يومًا لأن أبوها كان "أينشتاين" المشغول عن البحث عنها؟
إدوارد - كان عقلًا لامعًا كالنجم، ثم انفجر كسوبرنوفا... وأنا، بعجزي عن فهم أعماق النفس البشرية، وقفتُ أمام مرضه عاجزًا كطفل يحمل ورقة فارغة بدلًا من الحلول.
حتى هانز، الناجي الوحيد، حمل جرحًا مني... لقد تعلمت أن الحب يحتاج وقتًا، وكنت أمنح الوقت فقط لمعادلاتي.

يتوقف، ثم يهمس
العظيم في العلم أنه يُغفر لك أخطاؤك إذا كنت محقًا... أما العائلة، فلا تُغفر أبدًا.

 
ليسيرل (1902): وُلدت قبل زواجنا، ولم يُعرف مصيرها بالتأكيد. أعتقدتُ أنها تبنت أو توفيت صغيرة، لكن السجلات ضاعت في تلك الفترة. كانت فصلاً حزينًا ومجهولًا في حياتي. ما هي تفاصيل هذا الحدث

لِيسِرل... الفَصْلُ الأَكْثَرُ أَلَمًا وَغُمُوضًا فِي حَيَاتِي. دَعْنِي أُحَاوِلُ تَسْطِيْرَ مَا أَذْكُرُهُ بِكَأْسٍ مِنَ الحُزْنِ وَالغُموضِ.

فِي سَنَةِ 1902، قَبْلَ زَوَاجِي بِمِيلِفَا بِسَنَوَاتٍ، وُلِدَتْ لَنَا هَذِهِ الطِّفْلَةُ. كُنَّا يَوْمَئِذٍ فِي أَوْجِ شَبَابِنَا وَضُعْفِنَا، وَالقِيَمُ الاجْتِمَاعِيَّةُ فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ لَمْ تَكُنْ رَحِيمَةً بِمِثْلِ هَذِهِ الأَوْضَاعِ.

بَعْدَ الوِلَادَةِ، اتَّخَذْنَا قَرَارًا صَعْبًا - وَرُبَّمَا كَانَ خَطَأً لَا يُغْتَفَرُ - بِإِعْطَائِهَا لِلتبنِّي. كَانَ هُنَاكَ وَعْدٌ بِأَنْ تَعُودَ إلَيْنَا بَعْدَ اسْتِقْرَارِ أَحْوَالِنَا، لَكِنَّ السَّجِلَّاتِ ضَاعَتْ أَوْ أُتْلِفَتْ. رَاجَعْنَا كُلَّ المَصَادِرِ المُمْكِنَةِ، بَدَءًا مِنْ صِربِيَا حَيْثُ وُلِدَتْ، وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى.

أَحْيَانًا كَثِيرَةً، وَأَنَا أُفَكِّرُ فِي مَعَادَلَاتِ الكَوْنِ، تَطْرَأُ عَلَيَّ تَسَاؤُلَاتٌ: هَلْ عَاشَتْ حَيَاةً سَعِيدَةً؟ هَلْ كَانَ لَدَيْهَا ذَكَائِي أَوْ حِسَّابَاتُ مِيلِفَا الرِّيَاضِيَّةِ؟ هَلْ تُوُفِّيَتْ صَغِيرَةً كَمَا يَشُكُّ بَعْضُ المُؤَرِّخِينَ؟

لَقَدْ كَانَ هَذَا السِّرُّ المُظْلِمُ جُرْحًا لَا يَبْرَى فِي قَلْبِي. حَتَّى فِي أَعْمَقِ نَظَرِيَّاتِي الفِيزِيَائِيَّةِ، لَمْ أَجِدْ مَعَادَلَةً تُحَقِّقُ لِي السَّكِينَةَ حَوْلَ مَصِيرِهَا. العِلْمُ يَقِفُ عَاجِزًا أَمَامَ بَعْضِ الأَحْزَانِ الإِنْسَانِيَّةِ... وَهَذَا أَحَدُهَا.

 

إدوارد (1910–1965): الموهوب والمأساوي... أصيب بانفصام الشخصية، ودخل المصحّات النفسية حتى وفاته. كان جرحًا عميقًا لي ولميلِفا. ما هي تفاصيل هذا الحدث

آه، إدوارد... ابني الحبيب... لقد كان هذا الجرحُ أعمقَ مما يُمكن لأي كلماتٍ أن تصِفَه. دَعْنِي أُشارِكُك بعضَ الذكرياتِ بِصُورَةٍ واضِحَةٍ.

إدوارد "تيتي" كما كُنَّا نُسَمِّيه، وُلِدَ عامَ 1910، وكانَ طِفْلًا عَبقَرِيًّا حَسَّاسًا جِدًّا. لاحَظْتُ فِيهِ منذُ الصِّغَرِ ذَكَاءً حَادًّا وَرُوحًا فَنِّيَّةً. كُنْتُ أَتَمَنَّى لَهُ حَيَاةً سَعِيدَةً، لَكِنَّ القَدَرَ كَانَ قَاسِيًا.

في العَقدِ الرابعِ مِن عُمُرِهِ، بَدَأَتْ تَظْهَرُ عَلَيْهِ أَعْرَاضُ الانْفِصَامِ (الفُصام). كَانَتْ مِيلِفا (زَوْجَتِي) وَأَنَا نُلاحِظُ تَغَيُّرَاتٍ غَرِيبَةً فِي سُلُوكِهِ: الهَلْعَةَ، الهَلُوسَاتِ، وَالعُزْلَةَ الشَّدِيدَةَ. لَقَدْ حَاوَلْنَا كُلَّ شَيْءٍ لِنُسَاعِدَهُ، وَلَكِنَّ الطِّبَّ فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ لَمْ يَكُنْ مُتَقَدِّمًا كَفَايَةً.

أُدْخِلَ إدْواردُ إلَى مُصَحَّاتٍ نَفْسِيَّةٍ عَدِيدَةٍ، وَهَذَا كَانَ أَكْبَرَ أَحْزَانِي. رُبَّمَا تَذْكُرُ أَنِّي كُنْتُ أَقُولُ: "العَقْلُ المُبْدِعُ هُوَ نِعْمَةٌ وَعَذَابٌ فِي نَفْسِ الوَقْتِ". لَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا فِي ابْنِي العَزِيزِ.

وَفِي النِّهَايَةِ، تُوُفِّيَ إدْواردُ عَامَ 1965 فِي إحْدَى المُسْتَشْفَيَاتِ النَّفْسِيَّةِ بِسُوِيسْرَا. لَقَدْ كَانَتْ خَسَارَةً فَادِحَةً لِي وَلِمِيلِفَا. حَتَّى اليَوْمَ، أَشْعُرُ بِأَنَّنِي لَمْ أَسْتَطِعْ حِمَايَتَهُ كَمَا يَنْبَغِي... هَذَا الأَلَمُ لَنْ يَزُولَ أَبَدًا.

هانز ألبرت (1904–1973): أصبح مهندسًا بارعًا، وهاجر لاحقًا إلى الولايات المتحدة. كانت علاقتي به متوترة أحيانًا، لكنه الوحيد الذي حافظ على اتصال معي.

آه، هَانْز أَلْبِرْت... ابْنِي الْبِكْرُ وَالْوَحِيدُ الَّذِي بَقِيَ عَلَى اتِّصَالٍ بِي حَتَّى آخِرِ أَيَّامِي. نَعَمْ، كَانَتْ عَلَاقَتُنَا مُعَقَّدَةً كَالنَّظَرِيَّاتِ الَّتِي أَدْرُسُهَا!

وُلِدَ هَانْز عَامَ 1904، وَفِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ كُنْتُ غَارِقًا فِي أَعْمَاقِ الْفِيزِيَاءِ، لَدَرَجَةِ أَنِّي قَدْ قَصَّرْتُ فِي حَقِّهِ كَأَبٍ. لَقَدْ كَانَ ذَكِيًّا كَأَبِيهِ، لَكِنَّهُ اخْتَارَ طَرِيقَ الْهَنْدَسَةِ الْهِيدْرُولِيكِيَّةِ بَدَلًا مِنَ الْفِيزِيَاءِ - وَهَذَا مَا أَثَارَ بَعْضَ الْخَيَبَاتِ فِي قَلْبِي، وَأَعْتَرِفُ بِأَنَّ هَذَا كَانَ خَطَئِي.

بَعْدَ انْفِصَالِي عَنْ مِيلِفَا، تَأَزَّمَتِ الْعَلَاقَةُ بَيْنَنَا. كَانَ هَانْز يَحْمِلُ بَعْضَ الضَّغِينَةِ لِي، وَلَكِنَّهُ الْوَحِيدُ مِنْ أَطْفَالِي الَّذِي اسْتَمَرَّ فِي مُرَاسَلَتِي بَعْدَ هِجْرَتِي إِلَى أَمْرِيكَا. كُنْتُ أُحَاوِلُ أَنْ أَكُونَ أَبًا أَفْضَلَ، فَنَتَقَابَلُ بَعْضَ الْمَرَّاتِ فِي بَرِينْسْتُونَ، وَنَتَحَدَّثُ عَنِ الْعِلْمِ وَالْحَيَاةِ.

فِي أَحَدِ الْلَّقَاءَاتِ، قَالَ لِي شَيْئًا لَنْ أَنْسَاهُ: "يَا أَبَتِي، أَنْتَ عَظِيمٌ فِي فَهْمِ الْكَوْنِ، لَكِنَّ الْعَلَاقَاتِ الْإِنْسَانِيَّةَ أَعْقَدُ مِنْ أَيِّ مَعَادَلَةٍ نِسْبِيَّةٍ". كَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ كَالْصَّعْقَةِ الْعَاقِلَةِ لِي!

لَقَدْ كَانَ هَانْز نَجَاحًا بِكُلِّ مَعْنَى الْكَلِمَةِ: أَسْتَاذٌ مُبَجَّلٌ فِي جَامِعَةِ كَالِيفُورْنِيَا بِبَرْكَلِي، وَمُهَنْدِسٌ بَارِعٌ فِي مَجَالِهِ. وَفِي آخِرِ عُمْرِي، كُنْتُ أَفْتَخِرُ بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَتَصَوَّرُ. رُبَّمَا لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُعَبِّرَ لَهُ عَنْ ذَلِكَ بِالْقَدْرِ الْكَافِي... هَذَا أَحَدُ أَحْزَانِي الْكُبْرَى.

الهجرة ﻷمريكا

الهجرةُ إلى أَمْرِيكَا... لَقَدْ كَانَتْ مَحَطَّةً مُصِيرِيَّةً فِي حَيَاتِي العِلْمِيَّةِ وَالشَّخْصِيَّةِ. دَعْنِي أَسْرُدُ لَكَ التَّفَاصِيلَ بِدِقَّةٍ:

فِي عَامِ 1933، وَبَعْدَ صُعُودِ هِتْلَرَ إلَى السُّلْطَةِ فِي أَلْمَانِيَا، وَضَعُونِي عَلَى قَائِمَةِ "الأَعْدَاءِ" لِأَنِّي كُنْتُ مُعَارِضًا لِلنَّازِيَّةِ. لَقَدْ صَادَرُوا مُمْتَلكَاتِي، وَحَظَرُوا أَعْمَالِي العِلْمِيَّةَ، بَلْ وَعَرَّضُوا حَيَاتِي لِلخَطَرِ.

خِلالَ إِقَامَتِي فِي بِلْجِيكَا، تَلَقَّيْتُ عَرْضًا مِنْ مَعْهَدِ الدِّرَاسَاتِ المُتَقَدِّمَةِ فِي برِينْسِتُونَ بِالوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ. كُنْتُ مُتَرَدِّدًا فِي البِدَايَةِ - فَأَنَا أُحِبُّ أُورُوبَّا - لَكِنَّ الأَحْدَاثَ أَكْرَهَتْنِي عَلَى القَرَارِ.

سَافَرْتُ مَعَ زَوْجَتِي إِلْسَا (بَعْدَ طَلَاقِي مِنْ مِيلِفَا) فِي أُكْتُوبَر 1933. لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَنَّ هَذِهِ الهِجْرَةَ سَتَكُونُ دَائِمَةً. فِي بَادِئِ الأَمْرِ، شَعَرْتُ بِالغُرْبَةِ فِي هَذَا البَلَدِ الجَدِيدِ، وَلَكِنَّ أَجْوَاءَ الحُرِّيَّةِ العِلْمِيَّةِ فِي أَمْرِيكَا أَعْجَبَتْنِي.

فِي برِينْسِتُونَ، وَجَدْتُ مَلَاذًا آمِنًا لِمُوَاصَلَةِ أَبْحَاثِي حَوْلَ النَّظَرِيَّةِ المَوْحَدَةِ. كُنْتُ أَتَنَزَّهُ عَلَى دَرَّاجَتِي المَشْهُورَةِ، وَأَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِي العُلَمَاءِ بِرَاحَةٍ دُونَ خَوْفٍ مِنَ الاضْطِهَادِ.

لَقَدْ غَيَّرَتْ أَمْرِيكَا مَسَارَ حَيَاتِي: هُنَاكَ كَتَبْتُ رِسَالَتِي المَشْهُورَةَ إلَى الرَّئِيسِ روزْفِيلْت عَامَ 1939 حَوْلَ إِمْكَانِيَّةِ صُنْعِ القُنْبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ، وَهُنَاكَ أَيْضًا تَأَصَّلَ فِي قَلْبِي حُبٌّ جَدِيدٌ لِهَذَا البَلَدِ الَّذِي احْتَضَنَنِي فِي أَصْعَبِ اللَّحَظَاتِ.

وَلَكِنْ... لَمْ أَتْخَلَّ قَطُّ عَنْ جُذُورِي الأُورُوبِّيَّةِ. ظَلَلْتُ أَتَحَدَّثُ بِالأَلْمَانِيَّةِ مَعَ زُمَلَائِي، وَأَحْمِلُ فِي قَلْبِي حُزْنًا عَلَى مَا حَدَثَ لِوَطَنِي الأَصْلِيِّ.